المسلمون الجدد
قصة هداية ورشاد
قصص المسلمين الجدد مثيرة للغاية وتبعث على التأمل والتفكر، وتؤكد هذه القصص بما لا يدع مجالًا للشك أن الدين عند الله الإسلام، وأن الإسلام هو الحق وهو دين الفطرة، ومهما حاول أعداء الإسلام إطفاء نوره فلن يستطيعوا؛ إذ الله متم نوره ولو كره الكافرون، وقصص المسلمين الجدد أكبر شاهد على ذلك، وهذه البوابة ترصد المسلمين حديثي الدخول في الدين من الديانات والملل الأخرى، سواء كانوا مشاهير من سايسيين الرياضيين أو فنانين أو علماء أو مفكرين أو شخصيات عامة، تعرض قصة إسلامهم، كيف تعرفوا على الإسلام؟ ولم اعتنقوه؟ وما العوائق التي قابلتهم في رحلة الهداية.
ملخص المقال
ماذا تعرف عن قصة إسلام الكاتب الألماني والصحفي الشهير هنريك برودر؟
هنريك برودر
Henryk M. Broder
«هيا اسمعوني فقد أسلمت»
حين أعلن الكاتب الألماني والصحفي الشهير هنريك م برودر Henryk M. Broder -الذي تميَّز بنقده الجارح للإسلام والمسلمين خاصَّةً في عام 2007م- إسلامه بشكلٍ مفاجئ، وقال مطلقًا صيحته الكبيرة: «هيا اسمعوني فقد أسلمت»، وهو الذي كان يطعن في الإسلام، كان إعلانه هذا صدمةً للألمان والأوروبِّيِّين عمومًا.
من هنريك برودر:
هو الصحفي اليهودي المخضرم في مجلة دير شبيجل الألمانيَّة، ذو الشعبيَّة الكبيرة، صاحب أكثر الكتب مبيعًا في ألمانيا عام 2007م بعنوان: «هاي.. أوروبا تستسلم»، والحاصل على جائزة الكتاب الألماني للعام.
هنريك برودر قبل إسلامه:
إنَّ هنريك برودر كاتبٌ اشتهر بهجومه الشديد على الإسلام، وكان يُحذِّر دائمًا من خطر الإسلام على أوروبا.
ومن أقوال هنريك برودر: «لا أُريد لأوروبا أن تستسلم للمسلمين، عندما يقول وزير العدل الألماني إنَّه من الممكن أن تكون الشريعة هي أساس القوانين، فعلى أوروبا السلام».
وقوله: «الإسلام أيديولوجيَّة أصبحت أكثر وأكثر مرتبطةً بالعداء للحياة العصريَّة الغربيَّة».
وقوله: «أنصح الأوربِّيِّين الشباب بالهجرة؛ فأوروبا الآن لن تظلَّ كذلك لأكثر من عشرين عامًا قادمة.. أوروبا تتحوَّل للإسلام الديموجرافي».
وقوله: «نحن نمارس بشكلٍ غريبٍ نوعًا من الاسترضاء، ردًّا على أفعال الأصوليِّين الإسلاميِّين».
قصة إسلامه:
إنَّ هنريك برودر Henryk Broder هذا العدو اللدود للإسلام والمسلمين والمدافع عن أوروبَّا العصيَّة على الإسلام، في نهاية فبراير 2008م أصبح مسلمًا، وأصبح اسمه محمد هنريك برودر، وليس ذكر تلك القصَّة لإسلام هذا الرجل الإعلامي المعروف من باب الابتهاج بإسلامه فقط، فبالطبع نبتهج لإسلام كلِّ إنسان وعتق كلِّ رقبةٍ من قيد العبوديَّة لغير الله سبحانه وتعالى، ولكنه -أيضًا- للتعرُّف على أسباب تحوُّل هذا الكاتب بهذه الخلفيَّة والفكر والتراث الكبير، وبعد هذا العمر إلى دينٍ كان يُهاجمه وينتقده طوال مسيرة حياته.
يقول محمد برودر: «لقد جاء إعلان إسلامي هذا نتيجة صراعٍ داخليٍّ مريرٍ مع نفسي لسنين طويلة؛ فأنا لم أدع ديني ولكنِّي عدت لديني وهو الإسلام دين الفطرة، أنا الآن أفتخر بأنِّي عضوٌ في أمَّةٍ تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرَّضين للإهانة بشكلٍ دائم، وتنجم عنهم ردود الفعل على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدتُ فيه، لقد شاهدت العلاقات بين المسلمين وخصوصًا من الناحية الجنسيَّة، والطهارة والعفَّة والتواصل الاجتماعي الذي تفتقده أوروبَّا، وكانت دافعًا كبيرًا لي لكي أتحوَّل إلى الإسلام دين ربِّ العالمين، كما أنَّ سياسة الكيل بمكيالين المتَّبعة في ألمانيا العلمانيَّة، ليست بالأهميَّة بالنسبة إليَّ».
وقد عدد الإعلامي الألماني هنريك برودر أسبابًا كثيرة لإعلان إسلامه الذي فاجأ الألمان والأوربيين، في حديثه الحصري مع موقع العالم أون لاين تحت عنوان: «صدمة الأسبوع.. هنريك برودر يتحول للإسلام».
ردود الفعل حول إسلامه:
وقد جاء إعلان إسلام هنريك برودر هذا نتيجة صراع داخلي مرير مع نفسه لسنين طويلة، وفي مقابلة مع إمام مسجد رضا في نيوكولن في ألمانيا قال برودر: «إنَّه ارتاح أخيرًا للتخلُّص من كبت الحقيقة التي كانت تعصف بجوارحه». وقال معقِّبًا على سؤال حول تخلِّيه عن دينه اليهودي: «إنَّه لم يدع دينًا وإنَّما عاد إلى إسلامه، الذي هو دين كلِّ الفطرة التي يولد عليها كل إنسان».
هذا وقد صار يدعى بعد أن أدَّى الشهادة أمام شاهدين بـ (محمد هنريك برودر)، وقال معقبًا على ذلك بافتخار: «أنا الآن عضو في أمَّة تعدادها مليار وثلاثمائة مليون إنسان في العالم معرضين للإهانة باستمرار، وتنجم عنهم ردود أفعال على تلك الإهانات، وأنا سعيد بالعودة إلى بيتي الذي ولدت فيه».
قوبل إسلام هذا الكاتب بترحاب كبيرٍ من المسلمين، الذين كانوا يجدون فيه متهجمًا كبيرًا على عقائدهم وتصرُّفاتهم، وإذا به ينقلب إلى رافض لتلك الجوائز الأدبيَّة التي تمنح للمدافعين عن العقليَّة المعادية للسامية لدى اليهود أنفسهم، على حدِّ قوله، أي أنَّ اليهود هم الذين يعادون السامية الحقيقيَّة (أو بالأحرى الحنيفيَّة)، وما كان عليه الأنبياء والمرسلون من توحيد وأخلاق ونور وهداية.
واستقبل الكثيرون من مثقفي الألمان إعلانه الإسلام بمرارة بعد حربه الطويلة على الإسلام، واعتبر بعضهم هذا بمنزلة صدمة للألمان الذين كانوا يقرأون بلهفة ما ينشره بغزارة[1].
[1] مجلة الوعي الإسلامي - العدد 532 - تاريخ 3/ 9/ 2010م.
التعليقات
إرسال تعليقك